يُمكن تشبيه النصف الثاني من عام ٢٠١٥ المُنقضي بحلبة المُصارعة الجماعية التي دخل إليها أكثر من مُصارع في نفس الوقت، بحيث يتعارك الجميع فيما بينهم دون وجود أي لاعب في صف الآخر ويخرج الأقوى فقط.
ولو طُلب منا تسمية هذه الحلبة فلن نجد أفضل من اسم أندرويد، وما المُصارعين فيها إلا شركات على غرار هواوي، إتش تي سي، إل جي، لينوفو، سامسونج، سوني، ون بلس، أو أي شركة ثانية تخطر على بالك.
ولعل السبب الأبرز لهذا القتال هو وصول حصّة نظام أندرويد إلى أكثر ٨٥٪ في سوق الأجهزة الذكية مُخرجة بذلك جميع الأسماء الكبيرة سابقًا مثل سيمبيان، بلاك بيري أو إس، دون نسيان ويندوز موبايل من مايكروسوفت.
كنت قد تحدثت في مقالة سابقة بعنوان “ لماذا ارتفعت أمواج الابتكار في أجهزة أندرويد ” عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الابتكارات في الأعوام الأخيرة، ولا سيما على صعيد العتاد والمواصفات الخاصّة بهذه الأجهزة. لكن العتاد ليس كل شيء لأن كل شركة تقريبًا قادرة على الوصول إلى نفس المُستوى، أو بشكل آخر، كل مُصارع قادر على بناء نفس الكتلة العضلية الموجودة عند بقية المُنافسين دون مشاكل.
لكن ما يُميّز مصارع عن الآخر في هذا الاختبار هو العقل وقوّته، أي أن الجزء المسؤول عن تحريك تلك العضلات أو تشغيل ذلك العتاد هو الأهم، وفي حالتنا هُنا بكل تأكيد هو نظام أندرويد.
لا يخفى على أحد قوّة نظام تشغيل أندرويد على الأصعدة المُختلفة، لكن إذا كانت كل الشركات قادرة على الحصول عليه، وقادرة على تضمين أحدث الابتكارات داخل أجهزتها، إذًا فما هي العوامل التي ستساهم في تفوق شركة على الأُخرى؟
تجربة الاستخدام هي العامل الأبرز الذي يجب على أي شركة أخذه بعين الاعتبار في هذه الفترة، فما الذي يدفع المُستخدم إلى شراء جهاز دونًا عن الآخر؟
أي شركة تنجح بتخصيص نظام أندرويد بأفضل طريقة مُمكنة تتناسب مع أجهزتها والميّزات التي تُقدمها مع توفير اختصارات وأدوات لإتمام المهام بصورة أسرع ستكسب ود شريحة أكبر بكل تأكيد وتحافظ على ولاء مُستخدميها الحاليين.
سامسونج على سبيل المثال خصصت نظام أندرويد ليختلف عن بقية الأجهزة، تمامًا مثلما قامت إتش تي سي. لكن بقية الشركات مثل هواوي أو ون بلس عليهم تخصيص النظام بصورة أكبر وعدم الاكتفاء ببعض التعديلات البسيطة التي يُمكن لأي شركة القيام بها بسهولة تامّة.
توفير حزمة خدمات رقمية خاصّة خطوة هامّة في سبيل السيطرة على سوق هواتف أندرويد، فالاعتماد على خدمات جوجل للتخزين السحابي وإدارة بيانات المُستخدمين لن يجعل العلامة التجارية مُميّزة. لكن بناء تطبيقات سحابية مثل المُفكرة، التقويم، أو إدارة البريد الإلكتروني على غرار شركة بلاك بيري سوف يزيد من مصداقية وقوّة الشركة في أعين مُستخدميها، فسيدرك الزبون أن شراءه للهاتف يعني حصوله على مساحة تخزين غير محدودة لتخزين بياناته على الإنترنت والعودة إليها في أي وقت بكل سهولة.
توفير حزمة خدمات رقمية والتخلّي عن بعض خدمات الأساسية من جوجل من شأنه توفير دفعة اقتصادية عالية لأي شركة، فتوفير خدمات باشتراكات شهرية أو رسوم تشغيل بسيطة سوف تتحول إلى مصدر دخل جديد مع ازدياد عدد المُستخدمين، وبالتالي تتفوق الشركة عن مُنافسيها من جهة، وتكسب دخل إضافي يُساعدها على زيادة الابتكار من جهة ثانية، ومن هُنا تقترب خطوة أُخرى نحو حسم النزال لصالحها.
أتمنى بكل تأكيد أن استمع إلى عوامل اختيار هواتفكم الذكية بعيدًا عن عامل السعر بكل تأكيد، هل هُناك ميّزات تُقدمها هواوي أو سامسونج على سبيل المثال غير موجودة في بقية أجهزة أندرويد؟ نرجو مُشاركتنا تجاربكم ضمن التعليقات.
التدوينة ما هي العوامل التي قد تُبقي الشركات المُصنّعة لأجهزة أندرويد على قيد الحياة؟ ظهرت أولاً على عالم التقنية.
from مقالات – عالم التقنية http://ift.tt/2bQuO01
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء