بناء المحتوى أم بناء الجمهور ؟ أيهما تبدأ

oa_audience

oa_audience

سأحكي لكم اليوم من واقع تجربة، تجربة عشتها منذ عدة سنوات، تكللت بالنجاحات المشجعة التي دفعتني إلى الاستمرار والمضي قدماً نحو تحقيق النجاح لكنها للأسف انتهيت نهاية مأساوية، من خلال هذه المقالة ان شاء الله سوف أشارككم بعض الفوائد والنتائج التي وصلت إليها ليستفيد منها كل من ينوي اطلاق موقعه الإلكتروني أو منتجه الرقمي.

بداية القصة

في أحد الأيام، قررت أن اطلق موقع الكتروني جديد، كان إحدى المشاريع الأولى التي دخلت بها عالم النشر الرقمي على شبكة الانترنت، تعلمت الكثير وخاصة فيما يخص مجال اشهار المواقع وتهيئتها لمحركات البحث (SEO) ذلك العلم الذي سيجعل موقعي الجديد يحتل مركزاً جيداً في نتائج بحث قوقل، والذي بدوره سيجلب للموقع الكثير من الزوار.

لقد كان موقعاً متخصصاً في مجال من المجالات، أطلقته وبدأت الكتابة فيه بشكل دوري، وبشكل موازي بدأت اهيئ الموقع لمحركات البحث، اشتريت بعض الروابط الاعلانية في بعض المواقع وكنت اكتب بعض المواضيع في المنتديات لكسب روابط خارجية (Backlinks) وبعد عدة اشهر بدأت النتائج تزدهر وبدأت أعداد الزوار تزيد شهراً بعد شهر.

لقد كنت اهتم ببناء المحتوى، كان محتواً جيداً وحصرياً، النص والصور حتى تنسيق وتصميم المحتوى كان جديداً ومبتكراً، وفي نفس الوقت كنت أهتم كذلك ببناء الرابط الخارجية، تلك الروابط الخارجية التي سببت فيما بعد في مشاكل مع قوقل مما أدى إلى انهيار المشروع بالكامل.

لقد حصل الموقع على عقوبة من قوقل وتم حذف الموقع وجميع صفحاته من نتائج البحث، كانت عقوبة من نوع (Manual Action) وكان السبب هو الروابط الخارجية الغير طبيعية، فقوقل يشترط أن لا يساهم صاحب الموقع بنشر روابط موقعه بنفسه بل أن يدع الزوار هم من ينشروا الروابط بأنفسهم، وذلك في سبيل عدم التلاعب بنتائج البحث وترتيبها، وهو الأمر الذي لا يلتزم به أحد في عالم الويب تقريباً، لكنك إن بالغت قليلاً في بناء الروابط الخارجية فربما تلفت نظر قوقل وربما تحصل على عقاب يدمر عليك موقعك.

عندما حصل العقاب، كان معظم الزوار القادمين إلى الموقع هم عن طريق قوقل، كان هو المصدر الأساسي للزوار وهذه هي المشكلة، عندما تعتمد على مصدر واحد فهذا هو هو الخطأ بعينه، وعندما تم إغلاق هذا المصدر فقد الموقع زواره، لم يكن هنالك مصدر آخر حينها للزوار، ولم يكن هنالك جمهور خاص يمكن الكتابة من أجله.

بناء الجمهور

آلاف الزوار كانوا يتوافدون كل يوم إلى الموقع، لكنهم للأسف كانوا يقرأون ثم يذهبون، يأخذون ما يحتاجونه من معلومات ثم يرحلون في حال سبيلهم، كان من الممكن تحويل بعضهم من زوار عابرون إلى جمهور دائم، جمهور يتابع جديد الموقع، جمهور يمكن الوصول إليه وإيصال المحتوى إليه مباشرة دون أي وسيط في المنتصف (قوقل مثلاً)، السؤال هنا: كيف يتم بناء الجمهور.

هنالك طريقتين رئيسيتين لبناء الجمهور على شبكة الانترنت، إما بالقوائم البريدية أو بالشبكات الاجتماعية، عندما يصل الزائر إلى موقعك ويقرأ مقالتك، فإن هنالك احتمالين اثنين، إما أنه يريد فقط معلومة سريعة ولا يهمه المجال الذي تتحدث عنه، أو أنه مهتم بموضوع المقالة، فإذا كان موضوع المقالة هو نفس اهتمام الموقع بأكمله، فهنا تكمن الفرصة في تحويل ذلك الزائر إلى أحد أفراد جمهور الموقع أو المدونة.

طبعاً هنالك العديد من الطريق والاستراتيجيات لتحويل الزوار إلى جمهور دائم، منها توفير محتوى خاص أو كتاب مفيد أو خدمة مجانية تتاح فقط للمشتركين في القائمة البريدية، من أجل تشجيع الزوار على التسجيل في القائمة ومن ثم التحول إلى جمهور دائم، أو إقناع الزوار بالاشتراك في حسابات الموقع او المدونة في شبكات التواصل الاجتماعية، تلك الشبكات التي تتيح لك تسويق المحتوى الجديد للمشتركين فيها.

البداية بالجمهور

هل ستنطلق في مشروعك الرقمي القادم من بناء المحتوى أولاً أم بناء الجمهور أولاً، هل ستبني المحتوى الذي من خلاله سوف تبني الجمهور فيما بعد؟ وهي الطريقة التي عرضناها في الفقرات السابقة، أن تستفيد من تدفق الزوار من محركات البحث ثم تحولهم إلى جمهور دائم، أم أنك سوف تبدأ أولاً ببناء الجمهور قبل ان تكتب أو تنشئ أي محتوى، الخيار الثاني هو الأفضل لكن كيف ذلك ، كيف ستحصل على الجمهور من الصفر؟

نحن نعيش ثورة في شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعية، هذه الثورة مكنت أي شخص أن ينشر المحتوى عبر تلك المنصات ومن ثم يكسب الجمهور، وبقدر جودة المحتوى ستكون النتائج، لذلك فلقد أصبح من السهل بناء الجمهور بواسطة تلك الشبكات والتطبيقات، يمكن بناء جمهور عبر تلك الشبكات قبل أن تطلق موقعك أو مدونتك وقبل أن يكون لديك أي تمثيل على شبكة الانترنت.

لقد أصبح بالإمكان بل وببساطة أن تنشئ قناة جديدة على التلجرام وتعمل على الكتابة فيها وتقوم بعمل تبادلات اعلانية مع قنوات اخرى حتى تحصل على عدد كبير من المشتركين، أو تبدأ حساب سناب شات جديد ثم تقوم فيه بالنشر في مجال معين أو تخصص محدد وبواسطة التبادلات الاعلانية مع الحسابات الأخرى سوف تصل إلى جمهور واسع يتابع جديدك ويستفيد مما تقدمه.

بعد ذلك يمكنك بناء موقعك أو مدونتك وكتابة المقالات المفيدة، وحين تنتهي من كل مقالة سيكون هنالك جمهور جاهز ترسل إليهم المقالة، لن تنتظر عطف قوقل لأنك تمتلك مصادرك الخاصة لجلب الزوار والقراء المهتمين بالمحتوى المكتوب.

لذلك فلقد أصبح من الأفضل والأجدى بناء الجمهور أولاً ثم الانتقال إلى بناء المحتوى، ثم بعد ذلك يمكن الاستمرار في كلا المسارين، بناء المحتوى وبناء الجمهور وكل جانب يدعم الجانب الآخر.

التدوينة بناء المحتوى أم بناء الجمهور ؟ أيهما تبدأ ظهرت أولاً على عالم التقنية.



from مقالات – عالم التقنية http://ift.tt/23exn1u
شكرا لك ولمرورك